الشهيد القسامي / عمار عمارنة
الاستشهادي "عمار عمارنة " رجل المساجد في بلد القسام "
بطل الرد القسامي الثاني على مجزرة الحرم الإبراهيمي
إن الأمر معقد فنحن لا نستطيع منع إنسان يريد ان يموت، وهذا ما يجعل الحرب ضد منظمة حماس صعبة للغاية
هذا التعليق وصف بسيط لظاهرة فريدة جعلت من أجهزة الأمن الإسرائيلية دمية صغيرة في يد قسامي كبير أقسم ان يثأر من المحتل أينما وجد جاعلا جسده لعنة تطارد وتمزق الاحتلال وترسم خطى العودة والتحرير ، الاستشهادي عمار عمارنة هو أحد هؤلاء القساميين الكبار في زمن التقزم والأقزام .
مولد الشهيد :
ولد الشهيد عمار صالح ذياب عمارنة سنة 1973 م في أحضان قرية القسام يعبد ، هذه القرية الفلسطينية التي ضمت بين غاباتها وأحراشها أجساد القساميين القدامى وجسد قائدهم " شيخ القساميين " المجاهد عز الدين القسام . ولد عمار عمارنة لعائلة فلسطينية متدينة أسوة بالعائلات الفلسطينية القروية الأخرى ، وتلقى دراسته الأساسية والإعدادية في مدرسة الشهيد عز الدين القسام الثانوية في القرية وفي هذه المرحلة من عمره انخرط عمار في صفوف السواعد الرامية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس والتي كانت تتصدى لقوات الاحتلال والمستوطنين بالحجارة وقنابل المولوتوف، وفي إحدى جولات المقاومة أصيب عمار برصاصة في قدمه مما ترك أثرا في قلبه بضرورة مواصلة نشاطه ومقاومته للإحتلال .
المرحلة الثانوية
وفي المرحلة الثانوية من دراسة عمار نضجت فكرة الجهاد في نفسه وذهنه والتي كان يغذيها قربه من الله عز وجل بالعبادات وحضوره حلقات تحفيظ القرآن في المسجد ، وقد أجمع كل من تكلم عن الشهيد عمار بأنه " رائد المساجد الأول في يعبد " حيث أكسبته هذه الصفة احترام وحب الجميع في القرية .
وفي تلك الفترة التي كانت تنعقد فيها مؤتمرات السلام الزائف والمغلف بالقتل والإجرام الصهيوني ، وقعت في يوم 25/2/1994 م مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف التي ارتكبها الصهيوني المتطرف " غولدشتاين " مجرم الأمس الذي لم يقل إجرامه عن إجرام شارون مجرم اليوم
وبعد هذه المجزرة الرهيبة خفتت كل الأصوات وعلا صوت واحد أقسم إلا أن يثأر لكل دماء الشهداء وأنات الجرحى ، ففي بيان لكتائب العز القسامية نعت فيه شهداء الحرم الإبراهيمي ووعدت بالانتقام الإقتصاص من المحتل المجرم واضعة بذلك خطة خماسية للرد في الوقت والمكان المناسبين . وبعد شهرين حانت ساعة الصفر للإنتقام والرد الذي خطط له مهندس الكتائب الأول الشهيد القائد " يحيى عياش " الذي لم يكن غائبا عن أرض المعركة.
فجاء الرد القسامي الأول في يوم 6/4/1994 م في عملية نوعية هزت عمق الكيان الإسرائيلي وبالتحديد في مستوطنة العفولة مما أدى لقتل سبعة صهاينة وجرح العشرات ، وبعد تلك العملية النوعية وبينما المهندس يحيى عياش يخطط للرد الثاني وقع الاختيار على الشهيد عمار عمارنة ليكون بطل هذا الرد الذي رشحه له صديقه ورفيق دربه المجاهد " سعيد بدارنة " ابن يعبد ؛ هذه القرية التي أبت إلا أن تخرج القساميين في الماضي والحاضر ، حيث أبلغ سعيد رفيقه عمار بهذه المهمة التي تمناها دوام وهي الشهادة في سبيل الله والاقتصاص من المحتل الظالم.
وقبل اقتراب ساعة الصفر للرد الثاني أخذ البطل عمار عمارنة يودع قريته يجوب شوارعها وبيتها وأهلها ومساجدها ، تلك المساجد التي تربى فيها وتعلم منها معني الإسلام العظيم ، وفي حديث مع أحد أصدقاء الشهيد عمار متحدثا عن تلك الفترة قال " كان يظهر على عمار قبل أيام من استشهاده السرور والفرح والهدوء مكثرا من زياراته لأخواته البنات المتزوجات ولأصحابه والجلوس مع أمه وإخوته وكأنه يودع كل من حوله " ، ويكمل هذاالصديق حديثه قائلا " إن عمار قبل استشهاده بيومين لم يفارق المسجد حيث قضى وقته هناك في قراءة القرآن " .
وفي يوم 31/4/1994 م وبعد أسبوع من الرد الأول حلت ساعة الرد الثانية على مجزرة الحرم الإبراهيمي ، لينطلق عمار عمارنة نحو مستوطنة الخضيرة مفجرا نفسه في جموع المستوطنين ليوقع ستة قتلى صهاينة وعشرات الجرحى فانطبق عليه قول الله تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) ، وبعد تلك العملية البطولية اعتقل المجاهد سعيد بدارنة يتهمة الإنتماء لكتائب عز الدين القسام وتدبير هذه العملية ، وحكم عليه بالسجن سبع مؤبدات متتالية .
إن الاستشهادي عمار عمارنة وغيره من الاستشهاديين العظماء ليثبتون كل يوم أن كتائب القسام إذا قالت فعلت وإذا وعدت أوفت رافعة صوتها لكل الدنيا المجد يركع للكتائب وحدها هذه الحقيقة و ما عداها باطل.
إن كان في الدنيا رجال تدعي مجدا فنحن الى العلا دوما أوائل
رحم الله شهيدنا عمار عمارنه وأسكنه الله في الآخرة جنات الخلود كما كان يسكن في الدنيا بيوت الله و مساجده .